إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأصلي وأسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه الأطهار الطيبين. أما بعد:
فالمتأمل في أحوال المسلمين أفرادا وجماعات، قبائل وشعوبا، دولا وتجمعات يقف على حقيقة مرة، هذه الحقيقة تستحق من كل غيور الدراسة والبحث وإيجاد الحلول. . . ألا وهي:(ضعف التوكل على الله).
فمعظم الناس قد اعتمدوا على الأسباب في رزقهم، وفي جميع أمورهم، أما في الأزمات فترى عجبا، إذ إن غالب المسلمين حكاما ومحكومين اعتمدوا على أعدائهم، ونسوا أن الله هو أقوى الأقوياء، وأنه إنما يقول للشيء كن فيكون، وأنه أرأف وأرحم بعباده من أنفسهم بأنفسهم.
(١) أستاذ الحديث المساعد بكلية المعلمين بمكة المكرمة، وقد سبقت ترجمته في العدد (٤١) ص (٢٨٣).