للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والسبب في نظري جهلهم الكبير بحقائق الدين، فالكثير من المنتسبين للدين الإسلامي لم يعرفوا هذا الإله العظيم حق المعرفة {مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} (١).

ولم يدركوا حقيقة سر وجودهم في الحياة، ولم يتعلموا العلم الشرعي الذي ينير لهم دروب الحياة، فوقعوا فيما وقعوا فيه، وأصبحت حياتهم يكتنفها الخوف والقلق، وعدم الاستقرار، وصار الوقت والجهد والمال والعمر والأولاد. . . أشياء غير مباركة، بل صارت مصدر شقاء وعناء ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وإسهاما مني في محاولة معالجة هذا الخلل العقدي كان هذا البحث، وقد بذلت ما استطعت محاولا الإجادة، فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمني ومن الشيطان، والله أسأل أن ينفع به الكاتب والقارئ، وأن يجعله في ميزان الحسنات.

مقدمة في معنى التوكل، ومنازل الناس فيه، ودرجاته:

أولا: معنى التوكل:

التوكل له في اللغة معان عديدة منها:

أ- التكفل: يقال: توكل بالأمر إذا ضمن القيام به، وجاء في الحديث: «من توكل بما بين لحييه ورجليه، توكلت له بالجنة (٢)» أي من تكفل بما بين لحييه تكفلت له بالجنة (٣).


(١) سورة الحج الآية ٧٤
(٢) صحيح البخاري الحدود (٦٨٠٧)، سنن الترمذي الزهد (٢٤٠٨)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٣٣٣).
(٣) النهاية لابن الأثير (٥/ ٣٢١).