للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ب- الاعتماد على الغير: تقول: وكلت أمري إلى فلان، أي اعتمدت فيه عليه، ويقال: وكل فلان فلانا: أي اعتمد عليه في أمور نفسه ثقة بكفايته (١).

أما في الاصطلاح فقد ذكر العلماء له تعريفات عديدة اختلفت عباراتها واتحد معناها ومنها:

التوكل: حركة ذات الإنسان في الأسباب بالظاهر والباطن. وسكون إلى المسبب وركون إليه بحيث لا يضطرب قلبه معه ولا تسكن حركته عن الأسباب الموصلة إلى رضاه (٢).

ويتضح من هذا التعريف أن التوكل لا ينافي الأخذ بالأسباب، بل إنه لا يصح إلا مع القيام بها، ومن ثم فقد نقل ابن القيم الإجماع على أن ترك الأخذ بالأسباب يؤدي إلى عدم صحة التوكل.

ويجب على المسلم ألا يتوكل إلا على الله سبحانه فهو نعم الوكيل كما جاء في القرآن الكريم: {وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} (٣).

كما أنه تعالى قد حذر من اتخاذ وكيل غيره فقال: {أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا} (٤)


(١) لسان العرب (١١/ ٧٣٤ - ٧٣٦).
(٢) مدارج السالكين (٢/ ١١٤ - ١١٧).
(٣) سورة آل عمران الآية ١٧٣
(٤) سورة الإسراء الآية ٢