ولذلك فإن خليل الرحمن، وهو في وقت الشدة نراه يقول لجبريل عليه السلام:"أما إليك فلا. . . " وذلك عندما قال له: "ألك حاجة"؟ (١).
والوكيل: فعليل من التوكل ومعناه: المتوكل عليه الذي تفوض إليه أمورنا فيوصل إلينا النفع ويدفع عنا الضر.
ثانيا: منازل الناس في التوكل:
قال ابن القيم: "فأولياؤه وخاصته يتوكلون عليه في الإيمان، ونصرة دينه، وإعلاء كلمته، وجهاد أعدائه، وفي محابه، وتنفيذ أوامره.
ودون هؤلاء: من يتوكل عليه في استقامته في نفسه وحفظ حاله مع الله فارغا عن الناس.
ودون هؤلاء: من يتوكل عليه في معلوم يناله منه، من رزق أو عافية أو نصر على عدو، أو زوجة، أو ولد، ونحو ذلك.
ودون هؤلاء: من يتوكل عليه في حصول الإثم والفواحش، فإن أصحاب هذه المطالب، لا ينالونها غالبا إلا باستعانتهم بالله وتوكلهم عليه، بل قد يكون توكلهم أقوى من توكل كثير من أصحاب الطاعات، ولهذا يلقون أنفسهم في
(١) ذكر ذلك ابن كثير في (تفسير القرآن العظيم) ج (٥) ص (٤٥) ط الشعبي.