المتالف والمهالك معتمدين على الله أن يسلمهم، ويظفرهم بمطالبهم.
ثم الناس بعد التوكل على حسب هممهم ومقاصدهم، فمن متوكل على الله في حصول الملك، ومن متوكل في حصول رغيف.
ومن صدق توكله على الله في الحصول على شيء ناله، فإن كان محبوبا له مرضيا كانت له فيه العاقبة المحمودة، وإن كان مسخوطا مبغوضا كان ما حصل له بتوكله مضرة عليه، وإن كان مباحا حصلت له مصلحة التوكل دون مصلحة ما توكل فيه، وإن لم يستعن به على طاعاته، والله أعلم " (١).
أما حال أهل هذا الزمان فهو مخالف لما يجب أن يكون عليه أهل الإيمان وأهل التوكل.
فنرى الدول الإسلامية قد ركنت إلى الدول الغربية أو الشرقية (الكفار) بل وكثير من هذه الدول الإسلامية تفتخر بصداقاتها وولائها وحبها لهذه الدول الكافرة، بل وحكمتها في شعوبها وثرواتها وأخلاقها وغير ذلك، وما ذاك إلا خوفا من هذه الدول الكافرة، وجهلا بالله وبشرعه المطهر؛ مما ترتب على ذلك تحكيم للقوانين الوضعية الكافرة، وإقصاء للشريعة الإسلامية التي ارتضاها الله لعباده وأوليائه.