والمخرج من هذا الوضع هو الرجوع إلى الله بتحكيم شرع الله والالتجاء على الله والتوكل عليه لأنه أقوى الأقوياء، وناصر الضعفاء ومعز الأولياء وداحر الأعداء.
أما على مستوى الأفراد فلا شك أنهم أيضا - إلا من رحم الله - قد ركنوا إلى الأسباب، وتركوا المسبب، واعتمدوا على أنفسهم في الأرزاق وفي كل الأحوال، وابتعدوا عن الله القادر الرازق. وسبب ذلك؛ الجهل بالله وبدين الله، والمخرج من ذلك كله هو تعلم دين الله ومعرفة الله بأسمائه وصفاته، والرجوع إليه في كل كبير وصغير وجليل وحقير.
والأمة الإسلامية مطالبة بتحكيم دين الله في العقيدة والشريعة وفي العبادات والمعاملات، وفي الأخلاق والعلاقات، وفي كل نواحي الحياة حتى تعود لها كرامتها وعزتها ومجدها وحتى يندحر الأعداء ويذلوا ويخضعوا للإسلام وأهله صاغرين والله المستعان والهادي إلى سواء السبيل.
ثالثا: درجات التوكل:
إن التوكل درجات، وأفضله: التوكل في الواجب الحق، وواجب الخلق، وواجب النفس، وأوسعه وأنفعه: التوكل في التأثير في الخارج في مصلحة دينية أو في دفع مفسدة دينية، وهو توكل الأنبياء في إقامة دين الله، ودفع فساد المفسدين في الأرض، وهو توكل ورثتهم (١)