لخطورة الفتيا وعظيم شأنها كان السلف الصالح من هذه الأمة - رضوان الله عليهم - يهابونها، ويتورعون عن خوض غمارها - مع تأهلهم لها، وبلوغهم رتبتها - بل ويتدافعونها بينهم، ويذمون من يسارع إليها؛ فقهًا منهم لحديث عبيد الله بن جعفر السابق مرفوعًا:«أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار»(١)
وقد تعددت عبارتهم في التحذير من الجرأة على الفتوى والقول على الله بلا علم؛ ومن ذلك:
ما جاء في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: «أيها الناس من سئل عن علم يعلمه فليقل به، ومن لم يكن عنده علم فليقل: الله أعلم. فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم".