قارئي الكريم: إن المتأمل في هذا العالم يراه مكونا من نوعين من الموجودات:
نوع محسوس: مشاهد يدركه الإنسان بسمعه، أو ببصره، أو بأية حاسة من حواسه الخمس وهذا هو عالم الشهادة، وتندرج تحته أجناس الحيوان، والنبات، والجماد: سائلا، وصلبا وغازا.
ونوع غير محسوس ولا مشهود بذاته، ولكننا نعرف أنه موجود، ونعرف عنه ما نعرف بطريق من طريقين:
(إما) بإدراك آثاره، وما يصدر عنه ويدل عليه - و (إما) بإخبار من صادق مجزوم بصدقه، ومن أمثلة هذا العالم غير المشاهد بذاته:(الكهرباء، والمغناطيسية، والروح، والجن، والملائكة، والشياطين).
فالكهرباء: ليست مرئية لنا ولا مشاهدة، ولكننا نقطع بوجودها بدلالة آثارها من إضاءة، وتبريد، وتدفئة، وحركة. . وغير ذلك.
والمغناطيسية: لا نعرف حقيقتها الذاتية، ولكننا نجزم بوجودها مستدلين بما نشاهده من آثارها، جذبا، وتنافرا بين سوالبها وموجباتها.
والروح التي بين جنبينا، والتي هي أقرب الأشياء إلينا لا نعرف عنها إلا ما علمنا الله، كالآثار التي تصدر عنها من حركة، وإرادة، وتنفس، وتفكير، وما إلى