للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك من مظاهر الحياة {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلًا} (١).

أما عوالم الجن، والملائكة، والشياطين: فمعلوماتنا عنها مستقاة من وحي السماء: قرآن كريم، أو سنة صحيحة، وما وراء ذلك رجم بالغيب.

ولندع الحديث عن عالم الغيب مؤقتا ولنتجه بنظرنا إلى عالم الشهادة المحسوس، إننا نراه مصنفا من:

معادن أو جمادات: لا تتغذى، ولا تنمو، ولا تحس، ولا تفكر، ولا تتناسل، ولا تتحرك باختيارها - كالماء، والحديد، والغاز.

ومن نباتات: تتغذى وتنمو، وقد تتناسل باللقاح أو غيره، ولكنها لا تحس ولا تفكر، ولا تتحرك باختيارها.

ولنترك - أيضا - عالمي الجماد، والنبات اللذين لا يحسان، ولا يتحركان باختيارهما، ولنقف لحظات أمام عالم الحيوان الحساس المتحرك باختياره.

إن هذا العالم الحيواني: تتجلى فيه مظاهر الحياة بدرجات متفاوتة، وإذا تتبعنا الأجناس الحيوانية فإننا نجد أن أرقاها حياة إنما هو الإنسان الذي استطاع بما آتاه الله من مواهب وقوى وخصائص أن يسخر بقية الحيوانات وأن يفيد منها بل إن الله تعالى سخر له ما في السماوات وما في الأرض، قال تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ} (٢).

إن هذا الإنسان الذي شارك بقية الحيوانات الأخرى في التغذي، والنمو، والتناسل، والحس والتحرك الاختياري قد تميز عنها كلها بخصائص وميزات لم تتوفر لغيره.


(١) سورة الإسراء الآية ٨٥
(٢) سورة الجاثية الآية ١٣