للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبرز هذه الخصائص والمزايا أربع:

١ - التفكير.

٢ - القصد أو الإرادة.

٣ - القدرة على تنفيذ ما قصد إليه وأراده، أو الأخذ في أسباب ذلك.

٤ - الصلاحية - بفطرته - أن يتجه إلى الخير، أو إلى الشر.

وهذه المزايا الأربع التي امتاز بها الإنسان على عوالم الحيوان الأخرى، وبالتالي على عوالم الجماد والنبات - جعلته (أهلا) أن يستفيد من ماضيه لحاضره، وأن يتطلع إلى مستقبله، ولذلك ترى رغباته ومتطلباته لا تقف عند حد.

وجعلته (أهلا) أن يعمل جاهدا لتحصيل الخير لنفسه، ولمن يهمه أمره، وأن ينتظر ثمرة عمله.

وجعلته (أهلا) من ناحية ثالثة أن يكون مسئولا عن عمله وعن تصرفاته ومجزيا عليها عاجلا أو آجلا.

ومعنى ذلك: أن هذه الميزات والخصائص جعلته - وحده - من بين العالم المشاهد كله - أهلا للتكليف والمسئولية، لأن طريقي الخير والشر ممهدان أمامه، ولأن وسائل السلوك إلى أي الطريقين متوفرة لديه:

{وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} (١) {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} (٢). {قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} (٣) {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} (٤) {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} (٥)


(١) سورة البلد الآية ١٠
(٢) سورة الشمس الآية ٨
(٣) سورة البقرة الآية ٢٥٦
(٤) سورة الإنسان الآية ٣
(٥) سورة الكهف الآية ٢٩