للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأمر الثالث: عموم رسالته.

اختص محمد - صلى الله عليه وسلم - دون الأنبياء بخصائص كثيرة ذكر بعضها في حديث جابر المتفق عليه بقوله: «أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي، نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة (١)» وقال - صلى الله عليه وسلم -: «بعثت إلى الأسود والأحمر (٢)» رواه مسلم وعلى هذا فإن على جميع البشر أن يتبعوه ويطيعوه، فإنهم جميعا من أمته أمة الدعوة، وقد قال الله تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} (٣) أي للناس كافة وقال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} (٤) وقد وردت الخطابات في القرآن لعموم الناس كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} (٥) وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ} (٦) وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا} (٧) فالإشارة إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - وما جاء به من ربه، فهذه النصوص تبين أن جميع البشر مكلفون باتباع رسالته، وملزمون بطاعته، وقد اشتهر أيضا


(١) هو في صحيح البخاري برقم ٣٣٥ وصحيح مسلم ٥/ ٣.
(٢) هو في صحيحه مع شرح النووي ٥/ ٣.
(٣) سورة سبأ الآية ٢٨
(٤) سورة الأعراف الآية ١٥٨
(٥) سورة البقرة الآية ٢١
(٦) سورة النساء الآية ١٧٠
(٧) سورة النساء الآية ١٧٤