هو النوع الثاني من الإسقاطات المختارة لتمثيل سطح الكرة الأرض على الخرائط المساحية وفي هذه الحالة يستعمل المخروط بدلا من الأسطوانة، وله عدة طرق تناسب كل واحدة منها غرضا من الأغراض التي تهمنا أكثر من غيرها عند رسم هذه الخرائط.
والإسقاط المخروطي من أشهر الإسقاطات وأكثرها استعمالا، والسبب في ذلك يرجع إلى أن خطوط الطول على سطح الكرة الأرضية تتجه جميعها نحو القطب حيث تتجمع في نقطة واحدة. وذلك هو الحال في الشكل المخروطي، حيث تتجه الرسوم جميعها نحو قمة المخروط.
وفي هذه الحالة نتصور وضع مخروط كبير فوق الكرة الأرضية، بحيث ينطبق محور المخروط مع محور الأرض وعندئذ تكون قمة المخروط في وضع رأسي فوق القطب الأرضي تماما انظر الشكل (٣). ويمكن أن يمس هذا المخروط سطح الكرة الأرضية على امتداد أية دائرة من دوائر خطوط العرض الأرضية، حسب الغرض المطلوب وهي في الشكل السابق تمس الكرة عند خط عرض ٣٠ درجة، وتكون زاوية رأس المخروط في هذه الحالة ٦٠ درجة، وتمثل النقطة "م" رأس المخروط، كما تمثل النقطة "ق""القطب الأرضي".
وفي هذه الحالة نستعمل طريقة الإسقاط الإشعاعي من مركز الكرة إلى نقط تقاطع خطوط الطول والعرض مع بضعها على سطح الأرض، ثم نمدها على استقامتها حتى تقابل سطح المخروط. وفي هذا الإسقاط نجد أن خطوط الطول تتجه جميعها نحو النقطة "م" بينما خطوط العرض تتخذ هذه النقطة مركزا لها، انظر الشكل رقم (٤).
كما نلاحظ أيضا أن المنطقة التي يكون عندها التماس بين الكرة الأرضية والمخروط هي أكثر المناطق احتفاظا بصحة التمثيل، أي أن الإسقاط عندها يكون متكافئا ومتشابها مع حقيقته على سطح الأرض. بينما في سائر الأجزاء الأخرى يحدث تشويها، يزداد مقداره كلما بعدنا شمالا أو جنوبا عن منطقة التماس المذكورة. وخطوط الطول بعد الإسقاط ونشر المخروط، تكون خطوطا مستقيمة تشع