ومن هذا المنطلق، ووفق هذا التوجه فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجعل الشعر رفيقا ملازما لحركة الدعوة، يرصد ما تمر به من أحداث عظام، لها بصماتها المشرقة على صفحة التاريخ وجبهة الزمن، مستلهما - في الوقت ذاته - الآفاق السامقة لمستقبل وضاء وفق نهج راشد وشرعة سديدة: -
أ- فيوم دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة في عمرة القضاء، كان عبد الله بن رواحة يتقدم الصفوف، وهو ينشد مهددا كفار قريش متوعدا سادتها بأن يفسحوا الطريق رحبا، أمام جحافل المسلمين، قبل أن يحل بهم ما لا تحمد عقباه، والنبي - صلى الله عليه وسلم - مثلوج الصدر مما يقول: -
فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة في عمرة القضاء، وعبد الله بن رواحة يمشي بين يديه ويقول: