ارتدت العرب بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ردة عامة أو ردة خاصة، فمنهم من أنكر الاستجابة لهذه الدعوة بالكلية، ومنهم من امتنع عن الاستجابة لبعضها فمنعوا أداء الزكاة، ولم يبق من العرب على أمر الدعوة إلا أهل المسجدين مكة والمدينة ومن جاورهما.
وقد ادعى بعض أفراد العرب النبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم مبتغين الزعامة على العرب، فادعاها طليحة الأسدي وتزعم بني أسد وغطفان، كما ادعاها مسيلمة الكذاب وتزعم بني حنيفة، وادعتها أيضا سجاح بنت الحارث التميمية وتزعمت بني تميم، كما ادعاها آخرون غيرهم.
الفرع الأول: أسباب اتباع الناس لتلك الدعوات المضللة:
إن المطلع على أحوال المتنبئين يدرك بوضوح أنهم إنما كانوا يدعون إلى زعامات شخصية يريدون من وراء ذلك أن تكون لهم