إن مسألة التعليم في البلاد الإسلامية مسألة مستقلة قائمة بذاتها؛ لأن الأمة الإسلامية أمة خاصة في طبيعتها ووضعها، وهي أمة ذات مبدأ وعقيدة، ورسالة ودعوة، فيجب أن يكون تعليمها خاضعا لهذا المبدأ والعقيدة، وهذه الرسالة والدعوة. و " التعليم " أداة الأجيال التي تؤمن بهذا المبدأ، وتدين بهذه العقيدة، وتحمل هذه الرسالة، وتؤدي هذه الدعوة، وكل تعليم لا يؤدى هذا الواجب أو يغدر بذمته، ويخون في أمانته فليس هو التعليم الإسلامي بل هو التعليم الأجنبي، وليس هو البناء والتعمير بل هو الهدم والتخريب، وأولى للبلاد الإسلامية أن تتجرد منه وتحرم من ثماره المادية، فالأمية خير لها من التعليم الذي يرزأها في طبيعتها وعقيدتها.
إن قضية البحث حول أسلمة المعرفة تأخذ أشكالا ومظاهر واهتمامات متعددة، أهمها قضية ازدواجية المعرفة وجمودها وتخلفها لدي الأمة الإسلامية.
إن أسلمة المعرفة إنما يعني في الحقيقة ذلك المجهود الذي يستوعب هذه العلوم داخل هيكل إسلامي، يهدف استعمالها لجني أكبر مردود للمجتمع الإسلامي. إنها محاولة لفهم ربما لتبني - كل ما هو جيد في هذه العلوم وإدماجه مع العلوم