للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[خاتمة]

وبعد؛ فقد تبين لنا أن السلف في موقفهم من قضية الصفات، حين نفوا فيها التأويل، وحين أثبتوها على حقيقتها للخالق سبحانه، دون تشبيه ولا تكييف، كانوا يتبعون أسسا منهجية، ويسيرون وفق قواعد علمية، كما أنهم كانوا يصدرون في موقفهم هذا عن علم جم غزير، وفقه فياض مستنير، بل لم يكونوا مترددين، ولم يكونوا من الأميين، أو من ضعاف العقول، أو محدودي العقل والثقافة والتفكير.

وما أحسن ما قاله صاحب أبي حنيفة، " محمد بن الحسن ":

[اتفق الفقهاء كلهم من الشرق والغرب: على الإيمان بالقرآن، والأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة الرب عز وجل، من غير تفسير، ولا وصف، ولا تشبيه. فمن فسر شيئا من ذلك فقد خرج مما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وفارق الجماعة، فإنهم لم يصفوا، ولم يفسروا، ولكن آمنوا بما في الكتاب والسنة ثم سكتوا. فمن قال بقول " جهم " فقد فارق الجماعة] (١).


(١) ابن تيمية، فتاوى الرياض. مج / ٤، ص / ٤ - ٥ وانظر ص / ٦ - ٨.