للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعقيب وتوضيح

لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

بعنوان (من أجل أن نكون أقوى أمة) عن صفات الله

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد.

فقد اطلعت على ما نشر في صحيفة الشرق الأوسط في عددها ٣٢٨٣ الصادر في ٣/ ٤ / ١٤٠٨ هـ بقلم الدكتور محيي الدين الصافي بعنوان (من أجل أن نكون أقوى أمة).

وقد لفت نظري ما ذكره عن اختلاف السلف والخلف في بعض صفات الله، وهذا نص كلامه:

(إلا أنه وردت في القرآن الكريم آيات تصف الله تعالى ببعض صفات المخلوقين، من مثل قوله تعالى: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} (١) {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} (٢) {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (٣)، وللعلماء في فهم هذه الآيات طريقتان: الأولى طريقة السلف، وهي: أن نثبت لله تعالى ما أثبت لنفسه، ولكن من غير تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل، واضعين نصب أعينهم عدم تعطيل الذات الإلهية عن الصفات، مع جزمهم بأن ظاهر هذه الآيات غير مراد، وأن الأصل تنزيه الله تعالى عن كل ما يماثل المخلوقين؛ لقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (٤).

أما طريقة الخلف، فهي: تأويل هذه الكلمات وصرفها عن ظاهرها إلى المعنى، فتكون اليد بمعنى القدرة، والوجه بمعنى الذات، والاستواء


(١) سورة الفتح الآية ١٠
(٢) سورة القصص الآية ٨٨
(٣) سورة طه الآية ٥
(٤) سورة الشورى الآية ١١