يفضل الإسلام دائما السلم، ويميل إلى الصلح ما دام ممكنا، يدعو إليه، ويقبله حين التفاوض، ولو لم تكن الشروط والبنود كلها في صف المسلمين.
وذلك لما في الحرب من ويلات وما تخلفه من آثار مؤلمة، ولكن إذا دعا الداعي فالمسلمون أسود، أركان حرب، صبر في اللقاء، صدق في العمل، يرون أن القتال جهاد في سبيل الله، نتيجته لهم فإما النصر وإما الشهادة. . . عن ذلك يقدمون على الحرب ولسان حالهم يقول:
إذا لم يكن إلا الأسنة مركبا ... فما حيلة المضطر إلا ركوبها
وقد حفل التاريخ بالأمثلة والشواهد على ذلك و (صلح الحديبية) حدث مهم في تلك الفترة من تاريخ المسلمين، وسنستعرض جوانب منه في هذا البحث.