بدأ تاريخ الدرعية حوالي منتصف القرن التاسع الهجري (الخامس عشر الميلادي). ففي عام ٨٥٠هـ (١٤٤٦م) انتقل جد آل سعود مانع المريدي بأسرته من شرقي الجزيرة العربية إلى العارض في نجد بدعوة من ابن عمه ابن درع صاحب حجر والجزعة، فمنحهم موضعي " المليبيد " و"غصيبة " فاستقر فيهما مانع بأسرته، وأصبحت بعد ذلك مناطق عامرة بالسكان والزراعة، وأنشأ فيهما بلدة قوية سميت "الدرعية" تخليدا لاسم أسرتهم، وأصبحت إمارة قوية تحت حكم آل سعود.
ثم تطورت ونمت فغدت موطن الدولة السعودية ودعوة التوحيد، وأصبحت قاعدة حضارية وعاصمة عربية إسلامية في قلب الجزيرة العربية لدولة بسطت نفوذها على معظم الجزيرة العربية معتمدة على عقيدة واحدة وراية واحدة نشرت الأمن والاستقرار، وخلصت الدين الإسلامي الحنيف مما شابه من خرافات وجهل وبدع في المنطقة.
ينتمي آل سعود إلى بني حنيفة من قبائل بكر بن وائل، ويلتقون مع عنزة في وائل بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، وكانت قبيلة بني حنيفة تسكن قبل ظهور الإسلام في الوادي المعروف باسمها في منطقة اليمامة، واعتنق بنو حنيفة الإسلام وانضووا تحت رايته فكان منهم المجاهدون ورواة الحديث، وعندما حكم الأخيضريون المنطقة في منتصف القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي) تفرق بنو حنيفة في أنحاء الجزيرة العربية، واستقروا في عدد من الحواضر ويذكر الرحالة ابن بطوطة، أنه عندما زار اليمامة في عام ٧٣٢هـ (١٣٣١م)، كان يحكمها طفيل بن غانم من بني حنيفة وأنه حج معه في جمع كبير.
تضم مدينة الدرعية العديد من الآثار الهامة التي تعطي زائرها دلالة قوية على مكانتها وأهميتها خلال العصور الماضية ومن أهم آثار الدرعية: