ثالثا: الادعاء أن الأحاديث الشريفة مليئة بالمتون المتعارضة:
لقد ادعى المستشرق نيكلسون في مؤلفه " تاريخ الأدب العربي " أن المحدثين قد جمعوا كثيرا من الأحاديث المتناقضة دون توفيق أو تأويل ونسبوها لرسول الله صلى الله عليه وسلم مما أدى إلى تعارض بعض متون السنة النبوية الشريفة وصعوبة التوفيق بينها. ولقد أورد نيكلسون حول هذا الموضوع في مؤلفه المشار إليه آنفا ما يلي:" تفاخر بعض المحدثين بأن الإسناد من خصائص أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه لم يسبق هذه الأمة غيرها في تحري الدقة والموضوعية عند نقل الأخبار المقدسة وتوثيقها، إلا أن الأحاديث المتعارضة عند المسلمين تدل على خلاف ذلك حيث توجد بالسنة متون كثيرة متعارضة حيرت المحدثين ولم يجدوا سبيلا للتوفيق بينها، ومن أمثلة ذلك الأحاديث التي أمرت بقتل الكلاب والأحاديث التي نهت عن ذلك، بل أن بعض كبار الصحابة قد استباحوا لأنفسهم اقتناء بعضها كأبي هريرة، الذي أباح اقتناء كلب الزرع لأنه كان يمتلك مزارع كما هو واضح من تعليق ابن عمر على الحديث، حيث قال: إن لأبي هريرة زرعا، ولم يتوصل العلماء إلى حلول مرضية إلى يومنا هذا في مجال الإذن باقتناء الكلاب والنهي عن ذلك (١) ويوافق غيوم نيكلسون في رأيه هذا حيث يقول في مؤلفه " الإسلام "