لعل مما تقتضيه الموضوعية العلمية والإنصاف أن نقرر في هذا المطلب مدى التصاق المستشرقين بآرائهم وتصوراتهم الذاتية التي يضفونها على مواد كتابتهم، ثم إنهم لا يرون في عملهم ذاك إخلالا بالموضوعية، أو انحرافا عن جادة " البحث العلمي. . "، ومن أبرز ما يظهر ذاتية المستشرقين في مختلف كتاباتهم عن الإسلام تلك المواد التي حرروها " للموسوعة الإسلامية " التي صدرت طبعتها الأولى بين ١٩١٣ - ١٩٤٢م بثلاث لغات أوربية، وبإمكان القارئ العربي أن يطلع على طائفة من تلك المواد في الأجزاء المترجمة من هذه الموسوعة- خلال عقد الستينات- حيث يلاحظ أن المترجمين اضطروا إلى إدراج تعليقات هامشية على الآراء المنحرفة التي تقصدها محرروا الموسوعة، وعلى الأخطاء العلمية، والجهالات والتهم الواهية التي تضمنتها المواد المحررة من قبل المستشرقين، فعلق على مادة الحديث الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - كما نجد تعاليق غيره، أمثال مصطفى عبد الرازق، وإبراهيم مذكور وغيرهم، وأحيانا يكون التعليق أطول من المادة بكثير.