إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وأمينه على وحيه، أرسله الله رحمة للعالمين بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، بلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة وأزال الله به الغمة، فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهديه، واتبع سنته إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن الأحكام المتعلقة بالطلاق في الحيض من حيث حكمه، وحكمة المنع منه وحكمة المراجعة بعده، ووقت الطلاق بعد الطلاق فيه من الأحكام الهامة الجديرة بالبحث؛ لذا رأيت أن أجمع فيها بحثا يجمع شتات تلك المسائل، ويجد فيه القارئ من طلبة العلم بغيته وأمنيته.
أما مسألة حكم الطلاق في الحيض من حيث الوقوع أو عدمه فهذه من أهم مسائل الموضوع، غير أنني أفردت لها بحثا مستقلا أسميته (الفيض في تحقيق حكم الطلاق في الحيض من حيث الوقوع أو عدمه).
والله أسال أن ينفع به، إنه على كل شيء قدير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
(١) أستاذ مشارك في كلية الشريعة بالرياض بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (قسم الفقه).