يبحث الكتاب في حقيقة الحرف في القرآن الكريم، وهل هو قديم أو حادث؟ وهو بيان بخطأ الأشاعرة أثناء ردهم على المعتزلة بالقول بخلق القرآن، وأسلوب الكتاب في معالجة هذه القضية أسلوب متفرد؛ حيث لم يستخدم الكلام الجدلي والإلزامات العقلية كعادة أهل الكلام ومن شابههم، ولكنه عالجها عن طريق الآيات الصريحة في الدلالة والأحاديث الصحيحة في المعنى، مع استخدام دلالة اللغة العربية على المعنى المراد؛ وهذا منهج أهل السنة والجماعة الذي جاهد فيه ووقف عنده الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله-، ويعتبر الإمام الموفق رائدا في هذا المنهج التأليفي، ولما جاء ابن تيمية وتلميذه ابن القيم سلكا مسلكه- عليهم رحمه الله ورضوانه-.
ومما يزيد الكتاب أهمية: أنه لم يطبع من قبل، بل إن ابن قدامة والحنابلة كلهم لا يكاد يعرف لهم مؤلفات برزوا فيها غير الفقه، وهذا ظن مجانب للصواب؛ فإن مؤلفاتهم في الحديث وعلومه والقرآن وعلومه ليست بأقل من الفقه، بل تزيد، غير أن المطبوع منها لا يكاد يذكر، في حين أن فقههم حظي بخدمة لم يحظ بها التفسير وعلوم القرآن.
ومن أهمية هذا الكتاب: أنه لابن قدامة خاصة، أبرز علماء الحنابلة في عصره، صاحب التصنيف البارع والصيت الذائع.