إن تعيين الاتجاه بين مكانين على سطح مستوى، هو الخط المستقيم الذي يصل بينهما، وأما الاتجاه بين مكانين على سطح كروي فلا يكون خطا مستقيما، ولكنه يكون قوسا من دائرة وعلى ذلك يمكن بيان الاتجاه بين مكانين على سطح الأرض بعدد كثير من الأقواس الدائرة، ويعتبر الاتجاه الصحيح بين هذه الأقواس هو أقصرها طولا، وهو قوس الدائرة العظمى المارة بهذين المكانين - والدائرة العظمى هي الدائرة التي يمر مستواها بمركز الكرة الأرضية، ولا يوجد غير اتجاه واحد صحيح في هذه الحالة. وهذا الاتجاه لا يقاس من الخرائط الموجودة في الأطالس المصورة المعروفة بيننا، ولكنه يجب حسابه باستعمال المثلث الكروي الذي بين هذين المكانين وبين القطب الأرضي الشمالي. إن المدن على سطح الكرة الأرضية تعين أماكنها بخطوط الطول وخطوط العرض. والمعروف أن خطوط العرض تبدأ من خط الاستواء بمقدار عددي يساوي صفرا، ثم تتجه شمالا وجنوبا إلى كل من القطبين الشمالي والجنوبي حتى يصل الرقم العددي لها إلى ٩٠ من درجات خطوط العرض. ومعنى ذلك أن المقدار العددي لخط العرض بمثل الزاوية المركزية (١) المحصورة بين مستوى دائرة الاستواء، وبين موضع هذا الخط على سطح الكرة الأرضية. وجميع خطوط العرض تمثل دوائر كاملة في مستويات متوازية، ولكنها مختلفة في أطوال أقطارها. وأكبرها قطرا هي دائرة الاستواء - وهي الدائرة العظمى الوحيدة بين دوائر خطوط العرض جميعها - وقطرها يساوي القطر الأكبر للكرة الأرضية، وهو حالي ١٢٧٦٠ كم تقريبا. ثم بعد ذلك تنقص أقطار هذه الدوائر حتى تصل إلى الصفر عند القطبين.
(١) الزاوية المركزية هي الزاوية التي رأسها عند مركز الكرة الأرضية.