وكما استعمل المحدثون الإسناد محل فرد من الأحاديث، استعملوه أيضا لرواية الكتب. فالإسناد كان له التأثير البالغ على الكتب المروية من مؤلفيها. فإن كان الرجل عدلا، قبلت روايته للكتاب، وإلا فلا وهذا أمر معلوم بالضرورة، فإذا لم يكن مأمون الجانب، فقد يزيد وينقص ويغير ويحرف، قال الشافعي: وبكون المحدث عالما بالسنة ثقة في دينه، معروفا بالصدق في حديثه، عدلا فيما يحدث، حافظا لكتابه إن حدث من كتابه، يؤمن من أن يكون مدلسا يحدث عمن لقي بما لم يسمع أو يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم بما يحدث الثقات بخلافه عنه عليه الصلاة والسلام (١). وقال القاضي عياض: وأما متى كان ممسك الأصل على الشيخ أو على القارئ غير ثقة ولا مأمون على ذلك أو غير بصير بما اقرأه، فلا يحل السماع والرواية بهذه القراءة. وقال أيضا: وقد ضعف أئمة الصنعة رواية من سمع الموطأ على مالك بقراءة " حبيب " كاتبه لضعفه عندهم. وأنه كان يخطرف الأوراق حين القراءة ليتعجل. وكان يقرأ للغرباء.