وقد عني علماء الشريعة عند حديثهم عن التكليف، ومقاصد الشريعة ومكارمها وآدابها، بالحديث عن العقل وأنواعه، ومنازله، وتنوع أسمائه بحسب ذلك. . . إلخ.
فهو يطلق على أمرين:
١ - القوة الفطرية التي أودعها الله تعالى في الإنسان، وخلقه عليها، متهيئا بسببها لقبول العلم. فهي عقل غريزي طبع عليه الإنسان.
وهذا العقل هو محل التكليف ومناط الأمر والنهي، فهو حجة الله تعالى على جميع الخلق. وبه يكون التمييز والتدبير في أمر الدين والدنيا. وإذا فقد هذا العقل ارتفع التكليف وسقط عن الإنسان، فإن الله تعالى إذا أخذ ما أوهب أسقط ما أوجب. والعقل هو هبة الله الكبرى للإنسان!
٢ - ويطلق كذلك على العلم الذي يستفيده الإنسان بتلك القوة الفطرية السابقة، بعد تجارب يمر بها، وعبر يستفيدها من ملاقاة الآخرين، فإن ملاقاتهم تلقيح للعقول.