للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[خاتمة البحث]

وبهذا العرض السريع للتصوف وعقائد المتصوفة وأحوالهم التعبدية يظهر لنا أن كلمة تصوف أطلقت على عدد من العقائد والأفكار بعضها صحيح وهو منحصر في كبار شيوخهم السلفيين في اعتقادهم، وبعضها الآخر بدعي كالصوفية المنتسبين للأشعرية، وبعضها كفر وزندقة وهم صوفية وحدة الوجود، مما يجعلنا بحاجة عندما نحكم على مسمى هذا الاسم بعد الاصطلاح للاستفسار عما يدخل تحته من مذهب عقدي أو تعبدي، وهو مقتضى العدل في نظري؛ لأني رأيت أكثر من يكتب عن التصوف إما يميل إلى أن يجفوا فيحكم بالبدعية وربما بالزندقة على أوائلهم وأواخرهم، ومنهم من يغلو فيزكي الأول والآخر، والعدل هو الوسط الذي هو سمة هذه الأمة المحمدية قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} (١) وهذا والصوفيون المعاصرون لا يخرجون عن ما عليه الصوفية المتأخرون من العقائد والأفكار فهم صوفية طرقية جارية على الطرق قبلهم، وإن كانت الطرق الصوفية أخذت جانبا جديدا وهو الجانب الحزبي؛ وذلك بإنشاء مشيخة للطرق الصوفية في الأزهر ومجلس أعلى عالمي في لندن وصاروا يستفيدون من معطيات عصرهم في نشر تصوفهم، بل إن الاستعمار واليهودية العالمية بجميع منظماتها لتسعى لنشر التصوف والعناية به؛ لأن ذلك يخمد نار الغيرة الإسلامية في نفوس المسلمين ويقضي على الدافع الجهادي في نفوسهم، ومن ثم استسلامهم للواقع المر والتبعية للشرق والغرب الكافرين، نسأل الله أن ينصر الحق وأهله ويخذل الباطل وأهله إنه سميع مجيب.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.


(١) سورة البقرة الآية ١٤٣