١ - مع الشيخين: أصبح عبد الرحمن بعد التحاق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى من أقرب المقربين إلى خليفتيه الشيخين: أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، والمستشار الأمين لهما.
ولما نزل بأبي بكر الصديق رضي الله عنه الموت، دعا عبد الرحمن بن عوف، فقال:(أخبرني عن عمر)، فقال:(إنه أفضل من رأيك، إلا أنه فيه غلظة)، فقال أبو بكر:(ذلك لأنه يراني رقيقا، ولو أفضى الأمر إليه لترك كثيرا مما هو عليه، وقد رمقته فكنت إذا غضبت على رجل أراني الرضا عنه، وإذا لنت له أراني الشدة عليه). ودعا عثمان بن عفان وقال له (أخبرني عن عمر)، فقال:(سريرته خير من علانيته، وليس فينا مثله)، فقال أبو بكر لهما:(لا تذكرا مما قلت لكما شيئا، ولو تركته ما عدوت عثمان، والخيرة له ألا يلي من أموركم شيئا، ولوددت أني كنت من أموركم خلوا. وكنت فيمن مضى من سلفكم)(١).