عبد الرحمن بن القاسم بن محمد، ابن خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبي بكر الصديق، الإمام الثبت الفقيه أبو محمد القرشي، التيمي، البكري، المدني.
سمع أباه، وأسلم العمري، ومحمد بن جعفر بن الزبير، وطائفة سواهم. وما علمت له رواية عن أحد من الصحابة، وعداده في صغار التابعين.
حدث عنه شعبة، وسفيان الثوري، والأوزاعي، ومالك، وسفيان بن عيينة، وآخرون. وكان إماما، حجة، ورعا، فقيه النفس، كبير الشأن.
روى البخاري في كتاب الحج، عن علي، عن ابن عيينة: حدثنا عبد الرحمن بن القاسم، وكان أفضل أهل زمانه.
قلت: وهو خال جعفر بن محمد الصادق. مولده في خلافة معاوية وأنا أتعجب، كيف لم يحمل عن جابر، وسهل بن سعد.
وقد طلبه الخليفة الفاسق، الوليد بن يزيد إلى الشام، في جماعة ليستفتيهم، فأدركه أجله بحوران في سنة ست وعشرين ومائة وهو في عشر السبعين.
قرأت على أبي المعالي أحمد بن إسحاق، أخبركم محمد بن أبي الفرج هبة الله بن عبد العزيز، أخبرنا عمي محمد بن عبد العزيز الدينوري، أخبرنا عاصم بن الحسن، أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن مهدي، حدثنا الحسين بن إسماعيل القاضي، حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: حاضت صفية بنت حيي بعدما أفاضت، فذكرت ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: أحابستنا هي؟ فقلت: يا رسول الله، إنها قد أفاضت ثم حاضت بعد ذلك، قال: فلتنفر إذا.
وبه إلى الزعفراني: حدثنا سفيان، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مثله إلا أنه قال: فلا، إذا أخرج الأول النسائي، والثاني مسلم كلاهما من حديث ابن عيينة.