للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسلك الثامن من مسالك الاستدلال على إبطال التحليل (١):

قوله تعالى: {وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا} (٢) ووجه الدلالة أن من آيات الله شرائع دينية في النكاح والطلاق والرجعة والخلع؛ لأنها الطريقة التي يحل بها الحرام من الفروج، أو يحرم بها الحلال وهي من دين الله الذي شرعه لعباده، وكل ما دل على أحكام الله فهو من آياته، والعقود دلائل على الأحكام الحاصلة بها، وذكره هذه الآية بعد أن أباح أشياء من هذه العقود، وحرم أشياء دليل على أن العقود من آيات الله، وإلا كان ذكرها عقيب ذلك غير مناسب.

ويعضده أن العقود من آيات الله ما روي عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «ما بال أقوام يلعبون بحدود الله ويستهزءون بآياته؛ طلقتك راجعتك، طلقتك راجعتك (٣)» وإذا كانت العقود من آيات الله فاتخاذها هزوا فعلها


(١) الفتاوى الكبرى ص٢١٢ وما بعدها ج٣.
(٢) سورة البقرة الآية ٢٣١
(٣) سنن ابن ماجه الطلاق (٢٠١٧).