المطلب الرابع: حرص الإسلام وإيثاره للسلم والعافية:
من الأدلة والبراهين على أن الإسلام يدعو إلى السلم والصلح ما ورد في الأحاديث من النهي عن تمني لقاء العدو، كما أخرجه البخاري عن عبد الله بن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية ... (١)»
قال ابن بطال: حكمة النهي أن المرء لا يعلم ما يؤول إليه الأمر، وهو نظير سؤال العافية من الفتن، وقد قال الصديق: لأن أعافي فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر.
وقال غيره: إنما نهي عن تمني لقاء العدو لما فيه من صورة الإعجاب والاتكال على النفوس والوثوق بالقوة وقلة الاهتمام بالعدو، وكل ذلك
(١) البخاري، (٦/ ١٥٦ (ح٣٠٢٥)، سنن سعيد بن منصور، ٢/ ٢٠٣ (٢٥١٨).