للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١ - حالتهم الدينية:

كانت حالتهم الدينية من أسوأ الحالات وأشدها اضطرابا، فكانوا يعبدون الأوثان، وكان أقدم أوثانهم اللات في الطائف، والعزى بوادي نخلة، ومناة بين مكة والمدينة، وكانت لقريش أصنام في جوف الكعبة وحولها، بل كان لأهل كل دار بمكة صنم في دارهم يعبدونه، وإذا أراد أحدهم سفرا أو قدم منه تمسح به، بل كان الرجل إذا سافر فنزل منزلا أخذ أربعة أحجار فنظر إلى أحسنها فاتخذه ربا وجعل الثلاثة الباقية أثافي لقدره، وكانوا إذا لم يجدوا أحجارا يجمعون الرمل ثم يحلبون عليه الشاة ثم يطوفون به تبركا به وتعظيما له، وبلغ بهم الأمر أنهم يقتلون أولادهم تقربا إلى الأصنام ويسيبون كثيرا من أموالهم لها، كما قال الله تعالى عنهم: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ} (١).

٢ - أما حالتهم السياسية:

فكانت أسوأ حالة أيضا حيث تسودها الفوضى والاضطراب وتسلط القوي على الضعيف وغارات القبائل بعضها على بعض بالنهب والسلب، وقيام الحروب الطاحنة لأتفه الأسباب، وفريق منهم دخل تحت السلطة


(١) سورة الأنعام الآية ١٤٠