للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(ب) زيد مع أبي بكر:

لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، واجتمع كبار الصحابة في السقيفة لاختيار خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يتولى رئاسة الدولة، ويدبر أمور المسلمين كان من جملة الآراء التي ظهرت في السقيفة أن يقوم بأمر المسلمين خليفتان: أحدهم من المهاجرين، والثاني من الأنصار، ولكن زيد بن ثابت بنظره الثاقب أدرك خطورة هذه الفكرة، فعارضها بشدة وقام قي الناس خطيبا فقال: إن رسول الله كان من المهاجرين، وإنما الإمام إنما يكون من المهاجرين، ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول صلى الله عليه وسلم (١). .

ولما ولي أبو بكر الصديق الخلافة اتخذ زيد بن ثابت كاتبا (٢).، ومشيرا، فكان زيد مع أهل الشورى، يستشار معهم، ويخصه أبو بكر بالشورى فيما يرى فيه المصلحة في استشارته. واشترك زيد بالقتال مع الجيش السائر لقتال المرتدين، وأصيب في كتفه بسهم ولكنه لم يضره كما تقدم في حديثنا عن جهاده.

ولما كان زيد بن ثابت من كتاب الوحي الذين جعلوا القرآن كله في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد عهد إليه أبو بكر بجمع القرآن الكريم فقال زيد: فهو الله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن، ثم أخذ يجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب وصدور الرجال، حتى تم جمع القرآن في مصحف، فسلم هذه الصحف التي جمع القرآن فيها إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه (٣).، وكان هذا أهم ما قام به زيد من أعمال في عهد أبي بكر.


(١) طبقات ابن سعد ٣/ ٢١٢ وسير أعلام النبلاء ٢/ ٤٣٣ ومسند الإمام أحمد ٥/ ١٨٦ ومسند الطيالسي برقم ٦٠٢
(٢) تاريخ الطبري ٦/ ١٧٩
(٣) ر: مسند الإمام أحمد ٥/ ١٨٨ وصفة الصفوة ١/ ٧٠٤ وغيرها