للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[استعمالات الحق في القرآن الكريم]

بحث علماء التفسير في المفردات القرآنية، ومنهم من خص الأشباه والنظائر في القرآن الكريم بمؤلفات تبحث في الألفاظ التي تستعمل بمعنى واحد والألفاظ المشتركة التي تستعمل في معان متعددة، ومن ذلك كلمة " الحق " مع أن المعاني رغم ما بينها من تنوع تعود إلى أصل واحد.

وفي هذه الفقرة تفسير كلمة " الحق " والوجوه التي تطلق عليها في كتاب الله تعالى، وقد جمعها مقاتل بن سليمان، وأرجعها إلى أحد عشر وجها:

فوجه منها: الحق هو: الله، فذلك قوله تعالى في المشركين: {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} (١)، يقول: لو اتبع الله أهواء المشركين لفسدت السماوات والأرض لفساد أهوائهم.

والوجه الثاني: الحق: القرآن، فذلك قوله في سورة الزخرف: {حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ} (٢) {وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ} (٣).

والوجه الثالث: الحق: يعني الإسلام، فذلك قوله تعالى في بني إسرائيل: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ} (٤). فالحق: الإسلام، والباطل: الشرك وعبادة الشيطان.


(١) سورة المؤمنون الآية ٧١
(٢) سورة الزخرف الآية ٢٩
(٣) سورة الزخرف الآية ٣٠
(٤) سورة الإسراء الآية ٨١