هو الحافظ المفسر الفقيه: سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الوهبي التميمي. ولد في بلدة الدرعية الواقعة إلى الشمال من مدينة الرياض سنة ١٢٠٥هـ، وعاش حياته في ظل بيت موصول بالعلم والإيمان والتقوى، فتشرب بأخلاقه، وعب من فيض ينبوعه، وانطلق منذ حداثة سنه إلى مجالس العلم وحلقات العلماء.
فقرأ على والده العلامة عبد الله بن محمد (ت ١٢٤٣هـ)، وعلى الشيخ الجليل حمد بن ناصر بن معمر (ت ١٢٢٥هـ) وغيرهما من كبار العلماء، حتى أدرك علما جما. فاختاره سعود بن عبد العزيز (ت ١٢٢٩هـ) للتدريس في مسجده بعد صلاة المغرب، ثم عينه قاضيا في مكة، وبعد ولاية عبد الله بن سعود (ت ١٢٣٤هـ) عين قاضيا مع والده في الدرعية. واستمر في القضاء والتدريس، والوعظ والإرشاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بقوة وشجاعة لا مثيل لها، مع التواضع والانقطاع عن الدنيا والزهد فيما يتنافس عليه الطغام والجهال ورعاع الناس من حطام المناصب وفتات الموائد الباذخة.
وقام بتأليف الكتب والرسائل التي تدل على سعة علمه وطول باعه، وموهبته النادرة. فحقق كثيرا من الانتصارات للدعوة السلفية، ودعم مسيرتها الخيرة دون خوف أو وجل، بالرغم من أنه لم يمتع بعمره طويلا.
إلى أن هاجم جيش الظلم والطغيان بقيادة المجرم الآثم: إبراهيم (باشا) أسوار الدرعية الآمنة، وغدر بأهلها، فأكرم الله الشيخ، واختاره إلى جواره سنة ١٢٣٣هـ (١).
(١) بسطت ترجمته في مقدمة الدلائل في حكم موالاة أهل الإشراك، وأشرت إلى المصادر هناك.