س: سماحه الشيخ، لقد استمرت الدعوة، في هذه الفترة، من عدة عقود، دون أن تتوحد هذه الأمة، ودون أن يرجعوا إلى الله، يا ترى ما السبب، هل الدعوة اختلفت عن دعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهل العيب في الدعاة، أم في الناس؟
ج: أولا يا أخي يقول الزبير بن عدي: أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج فقال «اصبروا؛ فإنه لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه (١)»، سمعته من نبيكم - صلى الله عليه وسلم - " يا أخي لا شك أنا أصبنا في أمور كثيرة، أولا في ضعف الإيمان في القلوب، وتعلقها بالدنيا، وبعدها عن الله والدار الآخرة، وأن الدعوات الصادقة المخلصة بدأت تقل في الناس، وإن كان في الناس خير، لكن الدعوات الصادقة الخالصة لله التي لا تقوم إلا على الحب في الله لا تقوم لمبدأ ولا لهدف، هذه ضعفت في الناس، ثم أيضا الدعاية المضللة المعادية للإسلام، من خلال ما يبثه أعداء الإسلام ولا سيما القنوات الفضائية، وما تنشره فيها من أقوال وآراء باطلة، تخالف شرع الله، وإصغاء النفوس لذلك، زد على ذلك قلة العلماء العاملين، وندرتهم في هذا الزمن، كلها أمور أسأل الله أن ينقذ المسلمين من الضلال، وأن ييسر لهم الهدى، ولكن ولله الحمد مع هذه الأمور كلها، نجد أن الصحوة الإسلامية شاقة طريقها، وأن تواجدها الآن فعال، فالعالم حتى غير الإسلامي، في العالم الأوروبي، والأمريكي، وغيرهم، بدأ يظهر فيه الإسلام وينتشر، وصار له شأن
(١) صحيح البخاري الفتن (٧٠٦٨)، سنن الترمذي الفتن (٢٢٠٦)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ١٣٢).