للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رابعا: اليقين بحسن الجزاء عند الله:

مر معنا فيما سبق إشارة القرآن الكريم إلى أن الصابرين ينتظرهم أحسن الجزاء من الله تعالى، وذلك حين يرجعون إليه، ويقفون بين يديه، فيعوضهم عن صبرهم أكرم العوض، ويمنحهم أعظم الأجر وأجل المثوبة. ولا نجد في القرآن الكريم شيئا ضخم جزاؤه وعظم أجره مثل الصبر، فهو يتحدث عن هذا الأجر بأسلوب المدح والتفخيم، فيقول: {نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} (١) {الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} (٢) وبين أن الصابرين إنما يجزون أجرهم بأحسن ما عملوا فضلا من الله ونعمة، حيث يقول تعالى: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (٣) كما يصرح بأن أجر الصابرين غير معدود بعد،


(١) سورة العنكبوت الآية ٥٨
(٢) سورة العنكبوت الآية ٥٩
(٣) سورة النحل الآية ٩٦