للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا محدود بحد، ولا محسوب بمقدار، وذلك في قوله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (١) فاليقين بحسن الجزاء وعظم الأجر عند الله يخفف من مرارة المصيبة على النفس، ويهون من شدة وقعها على القلب، ويكون باعثا للمصاب على الصبر لنيل هذا الأجر الكبر (٢).

يقول المنبجي: ومن تسلية أهل المصائب: أن ينظر المصاب في كتاب الله وسنة رسول الله، فيجد أن الله تعالى أعطى لمن صبر ورضي ما هو أعظم من فوات تلك المصيبة بأضعاف مضاعفة (٣).

ويقول ابن القيم: على حسب ملاحظة حسن الجزاء والوثوق به ومطالعته يخف حمل البلاء، لشهود العوض. وهذا كما يخف على كل متحمل مشقة عظيمة حملها، لما يلاحظه من لذة عاقبتها وظفره بها. ولولا ذلك لتعطلت مصالح الدنيا والآخرة، وما أقدم أحد على تحمل مشقة عاجلة إلا لثمرة مؤجلة، فالنفس موكلة بحسب العاجل. وإنما خاصة العقل: تلمح العواقب، ومطالعة الغايات (٤)

ويقول أيضا: ومن علاج حر المصيبة وحزنها أن يعلم أن ما


(١) سورة الزمر الآية ١٠
(٢) انظر: د. يوسف القرضاوي، الصبر في القرآن الكريم، ص ٨٩، ٩٠
(٣) تسلية أهل المصائب، ص ٢٠. وانظر: ابن القيم، زاد المعاد، ج ٤ ص ١٩٠
(٤) مدارج السالكين ج ٢ ص ١٢٧