للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذه الأمة. . . الأمة المسلمة:

وكما اختص الله تعالى هذا الدين باسم الإسلام، اختص أيضا هذه الأمة باسم " الأمة المسلمة " وباسم " المسلمين " ومن خلال هذا الاختصاص نلمح جملة معان بارزة كانت وراء ذلك الاختصاص بهذا الاسم.

ففي ذلك تكريم وتشريف لهذه الأمة على غيرها، حيث اختصها الله تعالى باسم أطلقه على أنبياء الأمم السابقة، فكانوا هم المسلمين، وهذه الأمة هي الأمة المسلمة، وبذلك تتأكد وشائج الصلة بين هذه الأمة وبين من سبقها، فهي ليست مقطوعة النسب، وليست بدعا بين الأمم.

كما جاءت هذه التسمية والاختصاص بها استجابة لدعاء إبراهيم عليه السلام حيث قال وهو يرفع القواعد من البيت وإسماعيل {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ} (١) فالذرية المسلمة والأمة المسلمة من نسل إبراهيم عليه السلام، وهو الذي سماها أيضا بهذا الاسم {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} (٢).

واشتملت شريعة الإسلام على فواضل العبادات مما انفردت به بين الرسالات من الجهاد والحج والوضوء والغسل من الجنابة ونحو ذلك مما اختصت به الأمة المسلمة ولم يكتب على غيرها من الأمم، وإنما كتب على الأنبياء فقط.


(١) سورة البقرة الآية ١٢٨
(٢) سورة الحج الآية ٧٨