للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي هذه الأمة تحقق معنى الإسلام، الذي هو الاستسلام والانقياد والإذعان لله رب العالمين ولم تذعن أمة لنبيها كما أذعنت هذه الأمة وقبلت ما جاء به من عند الله وانقادت له بلا اعتراض فاستحقت لهذا كله الاختصاص باسم الأمة المسلمة وكانت جديرة بأن تكون، كما أراد الله تعالى لها {خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} (١)

وهذا كله يلقي على عاتق هذه الأمة واجبات عظام ومسؤوليات كبيرة، ينبغي أن تقدرها حق قدرها وأن تحملها بقوة لتقوم بدور القيادة والريادة لهذه البشرية، والشهادة على سائر الأمم، ولن يكون ذلك إلا بعودة صادقة إلى منابع القوة والعز والتمكين، وذلك بالتمسك بهذا الدين عقيدة وعبادة وشريعة كاملة للحياة، وعندئذ يتحقق وعد الله سبحانه، ولن يخلف الله وعده أبدا {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (٢).

والحمد لله رب العالمين.


(١) سورة آل عمران الآية ١١٠
(٢) سورة النور الآية ٥٥