الفرع الأول: اتفاق الصحابة الكرام على بيعة الصديق رضي الله عنه:
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة، وتهيؤوا لاختيار خليفة للمسلمين، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر رضي الله عنه، فقال عمر رضي الله عنه: يا أبا بكر، انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار. فجاءوهم في السقيفة فإذا هم مجتمعون، وبينهم رجل مزمل يتغطى بثيابه، فقال عمر: من هذا؟ فقالوا: سعد بن عبادة (ت: ١٤هـ). فقال: ما له؟ قالوا: هو وجع مريض، فجلسوا معهم، فلما استقروا في السقيفة، قام خطيب الأنصار، فأثنى على الله تعالى بما هو أهله، ثم قال:(أما بعد: فنحن أنصار الله عز وجل وكتيبة الإسلام، وأنتم يا معشر المهاجرين رهط وجماعة منا، وقد جاءت جماعة منكم معشر المهاجرين يريدون أن يختزلونا من أصلنا، ويأخذوا حقنا، ويخرجونا من هذا الأمر).
ففي صورة من صور تواضع جند الدعوة وحسن احترامهم لإخوانهم ظلوا يستمعون إلى متحدث الأنصار حتى أتم كلامه من غير أن يقاطعوه مع عدم فناعتهم بكل ما يقول، فلما أتم المتحدث حديثه