للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[اليهود والفلسفة]

ولعل القارئ الكريم يسمح بأن أتحدث عن الجو الذي عشته في بواكير حياتي الفلسفية، لقد كان ذلك لأول عهدي بجامعة باريس حينما ذهبت إلى فرنسا للدراسة:

وأحب أن أصف الجو الذي عشته- بتوفيق الله - أثناءه.

دخلت الجامعة، وبدأت الدراسة في علم الاجتماع وعلم النفس، ومادة الأخلاق، وتاريخ الأديان.

وكانت هذه المواد يتزعم دراستها وتدريسها الأساتذة اليهود، أو الذين تتلمذوا على الأساتذة اليهود.

وكانت هذه المواد كلها تسير في تيار محدد، هو: أنها (علوم مجتمع) أي أنها لا تتقيد بوحي السماء، ولا تتقيد بالدين على أنه وضع إلهي، فهي تدرس موضوعاتها على أنها ظواهر اجتماعية، وظواهر إنسانية.