الإمام العلامة الحافظ، أبو عيسى الأنصاري الكوفي، الفقيه، ويقال: أبو محمد، من أبناء الأنصار، ولد في خلافة الصديق أو قبل ذلك.
وحدث عن عمر، وعلي، وأبي ذر، وابن مسعود، وبلال، وأبي بن كعب، وصهيب، وقيس بن سعد، والمقداد، وأبي أيوب، ووالده ومعاذ بن جبل - وما إخاله لقيه، مع كون ذلك في السنن الأربعة.
وقيل بل ولد في وسط خلافة عمر ورآه يتوضأ ويمسح على الخفين.
حدث عنه: عمرو بن مرة، والحكم بن عتيبة، وحصين بن عبد الرحمن، وعبد الملك بن عمير، والأعمش، وطائفة سواهم.
وقيل: إنه قرأ القرآن على علي.
قال محمد بن سيرين: جلست إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى، وأصحابه يعظمونه كأنه أمير.
وقال ثابت البناني: كنا إذا قعدنا إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال لرجل: اقرأ القرآن ; فإنه يدلني على ما تريدون، نزلت هذه الآية في كذا، وهذه الآية في كذا.
وروى عطاء بن السائب عن ابن أبي ليلى، قال: أدركت عشرين ومائة من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الأنصار، إذا سئل أحدهم عن شيء، ود أن أخاه كفاه.
وعن عبد الله بن الحارث، أنه اجتمع بابن أبي ليلى فقال: ما شعرت أن النساء ولدن مثل هذا.
شعبة: عن عمرو بن مرة عن ابن أبي ليلى، قال: صحبت عليا -رضي الله عنه- في الحضر والسفر، وأكثر ما يتحدثون عنه باطل.
قال الأعمش: رأيت ابن أبي ليلى وقد ضربه الحجاج، وكأن ظهره مسح وهو متكئ على ابنه وهم يقولون: العن الكذابين فيقول: لعن الله الكذابين. يقول: الله الله علي بن أبي طالب، عبد الله بن الزبير، المختار بن أبي عبيد. قال: وأهل الشام كأنهم حمير لا يدرون ما يقصد، وهو يخرجهم من اللعن.