قال عمر - رضي الله عنه - في رسالته لأبي موسى - رضي الله عنه -: " مجالس القضاء التي يوجب الله فيها الأجر، ويحسن فيها الذخر، من حسنت نيته وخلصت فيما بينه وبين الله كفاه الله ما بينه وبين الناس".
وقال:" فما ظنك بثواب عند الله في عاجل دنيا وآجل آخرة ".
كل عمل المسلم يجب أن ييتغي به وجه الله تعالى، وخاصة القضاء فإنه من أعظم القرب إلى الله تعالى، إذ به يكشف القاضي عن حكم الله تعالى في القضية، فعليه أن يراقب الله تعالى فيعدل بين الناس ابتغاء مرضاة الله وثوابه، وطلبا لثوابه، إذ مدار الأعمال على النيات.
قال ابن القيم - رحمه الله - في شرح كلام عمر:[هذا عبودية الحكام، وولاة الأمر التي تراد منهم، ولله سبحانه على كل أحد عبودية بحسب مرتبته سوى العبودية العامة التي سوى بين عباده فيها، فعلى العالم من عبوديته نشر السنة والعلم الذي بعث الله به رسوله ما ليس على الجاهل، وعليه من عبودية الصبر على ذلك ما ليس على غيره. وعلى الحاكم من عبودية إقامة الحق وتنفيذه وإلزامه من هو عليه به، والصبر على ذلك والجهاد عليه ما ليس على المفتي. وعلى الغني من عبودية أداء الحقوق التي في ماله ما ليس على الفقير](١).