ج: الاختلاف قسمان: القسم الأول: اختلاف في الأصول فهذا اختلاف باطل؛ لأن الواجب على الأمة اتباع كتاب الله وسنة محمد صلى الله عليه وسلم. والاختلاف الذي حقيقته اختلاف يقتضي الخصام وتكفير البعض للبعض، وتبديع البعض للبعض، كاختلاف أهل البدع مع أهل السنة اختلاف مذموم. أما الاختلاف بين العلماء في مفهوم معنى آية أو مفهوم معنى حديث، كل يبدي فهمه الخاص، وكل هدفه اتباع الكتاب والسنة، لكن هذا يفهم وذلك يفهم أحسن مما يفهم هذا، فيفهم أمرا ولا يفهم أمرا آخر، فهذا قد يكون رحمة؛ لأنه لا يذم من خالف؛ لأن الكل قصده الحق، لكن هذا لم يحالفه الصواب فله أجر على اجتهاده، وهذا حالفه الصواب فله أجران، أجر على الاجتهاد وأجر على موافقة الصواب.