وهذه كما هو معلوم تكون آخر الدواء كالكي بالنار تماما، وهي درجة مخصصة للقادر على التغيير باليد، من الآباء والمربين وذوي الجاه والسلطة أو المكانة العلمية والأدبية التي لا تنازع، أو المحتسب المولى. ففي هذه الحالة للمحتسب أن يستخدم قدرته على كسر أدوات المعصية من أواني خمور، أو أدوات لهو باطل، أو وسائل معصية مقطوع حرمتها.
ولقد كان واقعنا في بعض البلاد الإسلامية تفويض اجتماعي لذوي الجاه والعلم أن يغيروا المنكر بأيديهم في الطرقات أو الأسواق أو في وسائل المواصلات العامة. وكان لكبير السن الهيبة والمنزلة التي بها يستطيع أن يقيم أمر العامة على الجادة دون أن يتعرض لأي مضايقة أو أذى إذا ما استخدم يده في ذلك ولكن اختفت الآن هذه الظاهرة أو كادت أن تختفي فما علينا إلا البحث عن الخلل الذي طرأ في حياتنا الاجتماعية وجعل كثيرا من الناس يحجمون عن أداء واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من هذا الطريق.
ولعل العلاج لهذه الظاهرة هو إشاعة مزيد من الفقه بين المحتسبين لأن هذه المنزلة عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باليد لا ينبغي أن يتصدى لها إلا من هو عالم بما يأمر به أو ينهى عنه، ومطلع أيضا على الطرق بالأساليب التي تتخذ الحكمة رائدا لها.