المشاهد في هذه الأزمنة وقوع انحراف الكثير من الشباب عن الاستقامة، وانهماكهم في الفساد، وانغماسهم في الشهوات التي أردت بالكثير منهم، وجلبت لهم الشرور والأضرار، فعاثوا في الأرض فسادا، وأضاعوا الصلوات، وتعاطوا المسكرات والمخدرات، ولذلك أسباب ومغريات (منها) الإهمال من الآباء والأولياء، فإن أغلب الآباء- هداهم الله- منشغلون عن أولادهم، فأحدهم يذهب إلى وظيفته أو مقر عمله كل صباح، ويرجع آخر النهار، وقد لا يرجع إلى منزله حتى يؤويه المبيت، فيتقلص النهار وهو في تقليب تجارته أو حرفته وصناعته، أو في زياراته واتصالاته بأصدقائه ورفقائه، فلا يبقى لأهله إلا أقل الوقت وآخره، فهو لا يتفرغ لأهله، ولا يتفقد أعمال ولده، ولا يحدث نفسه بما يحصل لهم من بعده، فإما أن يكل تربيتهم إلى الخدم والمعلمين، وإما أن