للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبحث الأول: كونها سنة

قد أشار الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، إلى أن الابتلاء سنة كونية من سننه في هذا الخلق، فقال سبحانه: {الم} (١) {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} (٢) {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (٣). فلا بد من الابتلاء بما يؤذي الناس فلا خلاص لأحد منه. والابتلاء يكون بالسراء والضرار لقوله سبحانه: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (٤). فلا بد للمؤمن من الصبر والشكر ولا بد من حصول الألم لكل نفس سواء آمنت أم كفرت لكن المؤمن يحصل له الألم في الدنيا ابتداء ثم تكون له العاقبة في الدنيا والآخرة (٥). أما الكافر فقد تنقطع عنه الفتنة في الدنيا ولكنه يصير إلى الألم في الآخرة، كما روى أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مثل المؤمن


(١) سورة العنكبوت الآية ١
(٢) سورة العنكبوت الآية ٢
(٣) سورة العنكبوت الآية ٣
(٤) سورة الأنبياء الآية ٣٥
(٥) الفوائد لابن القيم: ٢٠١ - ٢٠٤. وانظر إغاثة اللهفان: ٢/ ١٩٣.