الانقلاب الكبير في الخلافة الإسلامية بعد موت سليمان بن عبد الملك:
كان عمر في حياة سليمان يعايش الظلم ولا يستطيع تغييره، والآن وقد أتته الفرصة لتغييره فماذا يقول لربه حين يلقاه إن سكت عن الظلم أو توانى في رفعه، فكتب من فوره ثلاثة كتب وأنفذها إلى أصحابها: الأول: بعزل أسامة بن زيد صاحب صدقات مصر الذي أنهك أهلها، وحلب الدر حتى انقطع، وكان ظالما غشوما معتديا في العقوبات يقطع الأيدي في خلاف ما يؤمر به.
والكتاب الثاني برجوع جيش مسلمة بن عبد الملك عن بلاد الروم، فقد كاد هذا الجيش يفنى من طول الحصار، والكتاب الثالث: بعزل يزيد بن أبي مسلم عن أفريقية؛ لجبروته وظلمه ومخالفته للحق، وما عجل بذلك إلا لنذر نذره لله تعالى فوفى بنذره، ويهم عمر بمغادرة المسجد بعد انتهاء الخطبة فإذا بموكب الخلفاء ينتظره عند الباب