لمسنا بوضوح في مزايا جرير الشخصية، بعض الصفات التي تؤهله لتولي قيادة الرجال في أخطر المواقف وأحرج الظروف، فهو قائد يتحلى بعقيدة راسخة، كريم النسب، شجاع مقدام، عالم ذكي، حاضر البديهة. لذلك أمره النبي صلى الله عليه وسلم في حياته المباركة حين وجهه لتحطيم صنم (ذي الخلصة)، هذا الواجب الذي لم يكن سهلا في تلك الأيام، وبخاصة أن جذور الشرك لم تكن قد اجتثت تماما من أصولها، وأن المشركين كانوا يسترخصون أرواحهم وأموالهم في سبيل الذود عن أصنامهم، كما أن هذا الصنم كانت بجيلة قوم جرير تعبده وتقدسه، لهذا لم يوجه النبي صلى الله عليه وسلم لمثل هذا الواجب الخطير غير الصفوة المختارة من أصحابه، أمثال علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد وجرير.